منذ تحرير المحافظة من مليشيات الحوثي الانقلابية والجوف تعيش لحظة فارقة تتصل بماضيها العريق وتؤسس لمستقبلها المشرق في ظل اليمن الاتحادي الجديد، ونحن نقول ذلك ليس كلام للاستهلاك بل قراءة للواقع الذي منحنا فرصة تاريخية لايمكن أن نفوت تلك الفرصة مهما كانت التحديات، بل إن تضحيات شهداءنا تجعل من الحياد عنها او التقاعس في مواصلة مشوار التحرير والبناء خيانة لدماءئهم التي سالت على جبال وسهول المحافظة.
إننا في السلطة المحلية نتحدث عن ذلك واثقين كل الثقة بمساندة ابناء المحافظة لنا وتحملهم للمسؤلية معنا لتجاوز هذه المرحلة وقد تحقق ما نصبو اليه جميعا، مدركين لما نحمل من ارث ثقيل تراكم لسنوات جراء تغييب المحافظة لعقود ، وافتقارها للبنية التحتية في مختلف القطاعات وإهمال لكل المؤسسات الخدمية وتعمد إبقاء المحافظة بعيدة عن أي حضور حقيقي للدولة كل هذا يشكل إرث ثقيل يجعلنا نبدأ من الصفر، و تبدوا معها تحركاتنا بطيئة، كما أننا لايمكن تناسي حالة الحرب وانعكاساتها واعتبار دحر الانقلاب أولوية، وبالقدر الكبير فقد ساعد ابناء المحافظة في تجاوز كثير من المعضلات بما لديهم من وعي وإدراك بحساسية المرحلة واهمية الارتقاء الى مستوى اللحظة ، وادراكهم أيضا لسياسة التخريب وبث الفوضى التي كانت تدار فيما بينهم ، منها تغذية الثارات والحروب بين ابناء القبيلة الواحدة او بين القبائل فيما بينها، ، ومع ذلك نعدكم بالعمل بكل جهد لتحقيق ما يتطلع إليه أبناء الجوف وما يريدون أن تكون عليه محافظهم، ووفاء لتضحيات شهدائنا وانات جرحانا.
نحرص كل الحرص على وضع اولويات نعمل وفقها، فنحن اليوم نخوض معركتي البناء والتنمية،وايجاد بنية تحتية لكافة القطاعات الخدمية من صحة وتعليم عام وجامعي ومياه وكهرباء عام وطرقات وصرف صحي وتهيئة بيئة استثمارية تجلب راس المال والمشاريع الكبيرة في المحافظة الواعدة والارض البكر التي نثق بانها معطاءة وتحمل الكثير من الخير لكل من يطأ ترابها.
لقد انحازت الجوف الى خيارات الشعب اليمني ورفضت الخنوع لعصابة الحوثي واختارت الوقوف مع الشرعية الدستورية والا لتفاف حول رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي حفظه الله والدفاع عن هوية الامة العربية والاسلامية ومقدساتنا في مواجهة مشروع الحوثي الطائفي الانقلابي المدعوم من ايران واختارت أن تكون سدا منيع أمام مطامع تلك العصابة، باسناد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في ظل عهد ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان فلقد مثل اعلان عاصفة الحزم لحظة تاريخية إعادة اليمن إلى محيطه العربي والإسلامي ولن ينسى اليمنيون عامة والجوفيون خاصة هذه الوقفة الأخوية من قبل الأشقاء.
ونحن نسابق الزمن في هذه المحافظة المحرومة، وبين البناء واستكمال التحرير، تبقى الجهود الفردية رماد في مهب الريح ولن يكتب لها النجاح مالم نتعاون جميعا ونرمي بالماضي وراء ظهورنا والاصطفاف اكثر والعمل اكثر لتحقيق تطلعات ابناء هذه المحافظة بدعم اخواننا في التحالف العربي وفي مقدمتهم المملكة والبرنامج السعودي لإعادة إعمار اليمن ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والدعم السخي الذي تقدمه المملكة في مختلف القطاعات ولاتزال المحافظة بحاجة للمزيد من المشاريع الهامة في البنية التحتية ونعول في ذلك على دعم الحكومة والأخوة في التحالف والاشقاء في المملكة خاصة .
يجدر بنا اليوم ونحن على أبواب عام جديد أن نشير الى ما حققته السلطة المحلية خلال العام المنصرم 2018 م حيث وضعنا اولوياتنا وكانت واضحة ومدروسة فنجد أنفسنا أمام منجزات تحققت ووجد المواطن أثرها على الواقع، فعلى مستوى الأمن فقد تجاوزنا الاختلالات الأمنية وتم ضبط وملاحقة العصابات التخريبية وشكلت الاجهزة الامنية حائط صد منيع امام مزعزعي الامن ومهربي الحشيش والمخدرات كما اظهر المواطن حس عالي من الوعي في تعاونه مع الاجهزة الامنية شكل القبض على معدات تصنيع الطائرات المسيرة التي تستخدمها المليشيات الانقلابية.
كما ان رؤيتنا قامت على اعتبار التعليم بشقية العام والجامعي احد اهم القطاعات التي يجب ان نوليها اهتمامنا في العام المنصرم وهذا نابع من ايماننا من ان التعليم هو اساس التنمية والنهوض والتقدم وعليه يقوم بناء الدول والحضارات فاستمر عملنا مع مكتب التربية والتعليم في تطوير العملية التعليمة وتجاوز الكثير من المشكلات التي واجهت الدراسة وصلت حد انهيار العملية التعليمية لكن التحركات المكثفة استطاعت إيجاد حلول ومضينا في الاهتمام بالعملية التعليمية وتطويرها وعلى الجانب الآخر فقد كان افتتاح كلية التربية والعلوم الانسانية والتطبيقية حلم ابناء المحافظة وبجهود كبيرة ومتواصلة قد اصبحت الكلية منارة يستضئ بها ابناءنا الطلاب من خريجي الثانوية العامة بعدما حرموا منها لعقود وافتتحت الكلية ثلاثة اقسام جديدة ووصل عدد الطلاب فيها الى اكثر من ثمانمائة طالب وطالبة وهذا فرض علينا توسعة مبنى الكلية وتم بناء الدور الثاني وافتتاح عدد من القاعات الدراسية لاستيعاب التوسع في الاقسام الجديدة وقد مثل تكريم اوائل الكلية والكادر الاكاديمي والاداري فيها في الحفل الذي اقيم مطلع اكتوبر 2018 م لحظة عظيمة اوجبت على الجميع في الداخل والخارج الوقوف امام هذا الانجاز البارز.
كانت رؤيتنا نافذة وهي تتضمن التخطيط الحضري للمدينة وشق الشوارع وهذا الانجاز الماثل امامنا اليوم وجدنا له اثره الكبيرة في تحريك عجلة التنمية والاستثمار وبدأت سوق الاراضي تزدهر ونزلت المخططات وفتحت الشوارع فصعدت تجارة العقارات واشتعلت نهضة عمرانية لم تشهدها المحافظة من قبل وهذه جهود لم تكن وليدة اللحظة ولم تأتي هذه الاعمال صدفة وقد توج ذلك الانجاز المتمثل في التخطيط الحضري وشق الشوارع بزيارة وفد الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني والذي اندهش وهو يرى المخطط الحضري لمدينة الحزم بتلك الصورة لتاتي بعدها استكمال إجراءات المصادقة من قبل الهيئة، ورغم الامكانات الضعيفة والمتدنية فقد عملت السلطة المحلية على فتح شوارع المدينة وتوسعت الخط الرئيس وسط المدينة .
لقد أصبحت الطاقة الكهربائية احدى ضرورات الحياة ولان مشاريعها تحتاج لفترات طويلة فقد اتجهت رؤيتنا للعمل بشقين الاولى حلول طارئة لرفع ساعات التيار الكهربائي من 12 ساعة المتوفرة من مولدات لم تفي باحتياجات المحافظة من الطاقة الكهربائية واستيعاب التوسع الكبير والطلب المتزايد عليها ومن هنا كانت رؤيتنا رفع ساعات تشغيل الكهرباء من 12 ساعة إلى 24 ساعة بالمقابل تم تكليف لجنة دراسة ربط المحافظة بالمحطة الغازية بمأرب وبذلك خطونا منذ بداية العام لتحقيق اهداف رؤيتنا نحو الكهرباء ولم ينتهي شهر مايو من العام 2018 م حتى كانت الطاقة الكهربائية متواصلة على مدى 24 ساعة بمشروع الطاقة المشتراه ولم نقف عند هذا الحد باعتبار الكهرباء المشتراه حل مؤقت فقد مضت جهود اللجنة المكلفة بدراسة مشروع ربط المحافظة بالمحطة الغازية وهي اليوم تضع اللمسات الاخيرة لتلك الدراسة لتاتي بعدها العمل لدى الحكومة في إجراءات المشروع باعتباره ضرورة ملحة لن تتوقف جهودنا حتى نراه حقيقة ماثلة أمام انظارنا.
إننا اليوم نفخر كثيرا بما حققناه في الجانب الصحي فمن اللاشئ كانت البداية ولأننا وضعنا في رؤيتنا اعتماد هيئة مستشفى الجوف العام وقد تحقق ذلك وبدا العمل في توسعة المستشفى فقد حقق القطاع الصحي نهضة ، ووجد المواطن خدمات صحية متطورة واجهزة طبية حديثة واشعة متطورة ومختبرات بأحداث المواصفات وعيادات وكادر طبي متخصص اشرف على عمليات جراحية معقدة واصبح المواطن في الجوف لم يعد بحاجة للسفر الى محافظات اخرى لإجراء فحوصات عادية عوضا عن اجراء عمليات بل وصل حد استقبال حالات قادمة من محافظات مجاورة فقد اصبح مستشفى الجوف يقدم خدمات صحية وعناية واهتمام لا يجدها المريض في مستشفيات كبرى في الجمهورية.
وكان الجانب القضائي حاضرا في أذهاننا ونحن نضع اللبنة الاولى في عجلة التنمية وكان غياب المؤسسات القضائية من نيابة ومحكمة احد الجوانب التي ساعدت على تفاقم المشكلات واللجوء الى نزاع وتغذية الثارات وهذا ما تنبهنا له لنضع ضمن اولوياتنا التواصل مع الجهات المختصة وتفعيل المحكمة والنيابة اذ ان صون حقوق المواطن والحفاظ على حرماته لن يتحقق الا عبر تفعيل القضاء العادل ولهذا مثل حضور المحكمة حلحلة لمشكلات مثلت انهاك للمواطن وحالة دون التنمية والتطوير في المحافظة واكتملت الدائرة القضائية بوجود النيابة العامة لتقوم باختصاصها ومساندة المحكمة في تحقيق العدالة والحفاظ على حقوق المواطنيين وممتلكاتهم ومعاقبة المجرمين العقاب الرادع ، وضمان عدم افلاتهم من العقاب.
أننا اليوم على مشارف عام جديد نتطلع فيه الى تحقيق المزيد من الإنجازات ومواصلة النهوض بالقطاعات التي شملتها رؤيتنا في العام الماضي والحفاظ على ما تحقق فيها من نجاحات كما أن لنا مجالات ورؤية للعام 2019 م سنحقق فيها بإذن الله خطوات ملموسة وسنعمل جاهدين لخدمة المواطن حيث وهو هدفنا الاول ولن نخذل التضحيات التي قدمت والدماء التي سالت ولن نحيد أو نميل عن الطريق التي ساروا عليها ولقوا على ذلك ربهم في سبيل دينهم ووطنهم، وفقنا الله واياكم لما فيه خير المحافظة واليمن قاطبة.