أقام مركز معين للبحوث والدراسات الاستراتيجية ومؤسسة الجوف للإعلام ( نبأ ) اليوم السبت ندوة حملت عنوان الثأر الجرح النازف تتناول الظاهرة واثارها على الأمن والتنمية وسبل الحد منها بحضور وكيل المحافظة المهندس عبدالله الحاشدي ووكيل الشؤن الأمنية محمد الغانمي وعدد من مدراء العموم والشخصيات الاجتماعية والقيادات الأمنية.
وتناولت الندوة في الورقة الأولى ” الثأر تهديد أمني وتقويض سلطات الدولة ” قدمها النقيب بسام الشرعبي استعرض فيها تاثير الثأر في تقويض الأمن وسلطات الدولة من خلال اقلاق السكينة العامة وانتشار حمل السلاح والولاء القبلي لمنتسبي الأمن وما ينتج عن ذلك من تعرض اماكن الحجز للاقتحام وفرار رجال الأمن من المناطق التي تنتشر فيها الثارات وخضوعها للاعراف القبيلة والاجراءت اقترح الأجراءات الامنية للحد من هذه الظاهر منها تقوية الاجهزة الامنية واحتواء الخلافات بصورة عاجلة وايجاد حاضنة أمنية.
وتمحورت الورقة الثانية التي قدمها الدكتور عادل الصعدي على ” الثأر واثره على التنمية ” سلطت الضوء على اضرار الثأر من ناحية اقلاق للأمن والاستقرار وانعكاس ذلك على التنمية وخروج القبيلة عن العادات والتقاليد من أجل الأخذ بالثأر منها القتل في المناطق المهجرة كالمدن والاسواق رغم حرمتها بالعرف القبلي حيث لايجوز فيها القتال وسردت مخاطر الثأر على التنمية من تعطيل المصالح والمشاريع والخدمات التنموية واشاعة الفوضى وفتح باب النهب والسلب والتقطع وحرمان الاطفال من اكمال دراستهم ومحصلت ذلك من ايجاد بيئة طاردة للاستثمار ليصل ضرر الثأر اجتماعيا الى تدمير الروابط ومضاعفة الاسر التي بدون عائل يزيد من حالات الفقر وكذلك يحول الثأر القبيلة الى قبيلتين متناحرتين.
واستعرضت الورقة الثالثة ” دور السلطة المحلية والقوى السياسية في مواجهة الثأر ” للدكتور عبدالحميد عامر قدم فيها لمحة عن الحروب القبيلة في محافظة الجوف التي امتدت بعضها لنحو اربعين عام سقط فيها مئات القتل والجرحى بينهم عابري سبيل لا صلة لهم بالنزاع .
وتناولت الورقة الادوار الوطنية والمحلية والاقليمية للحد من ظاهرة الثأر منها انشاء صندوق سيادي وطني لمواجهة آثار الثأر من دفع للديات ودعم المشاريع التنموية وتخصيص منح دراسية لابناء ضحايا الثار والدور الاقليمي للمملكة العربية السعودية بما لها من روابط الأخوة التي تعمقت بعد عاصفت الحزم مايجعلها أمام واجب اخوي واخلافي في مواجهة هذه الظاهرة من خلال دعم المشاريع التنموية والاعمار والبنية التحتية والاسهام في بناء الدولة كونها الضامن الوحيد لأمن المملكة.
كما استعرضت الورقة الثالثة دور السلطة المحلية في مواجهة الثأر من خلال عدة اجراءات تقوم بها السلطة المحلية اهمها اقتراح الاصلاح بين القبائل وبناء اجهزة أمنية قوية وتحملها للديات مع ايجاد دعم من القطاع الخاص وحشد الطاقات المجتمعية وتعزيز مبدأ الشفافية واستكمال افرع المؤسسات والتعامل الصارم من الجهات المعنية تجاه كل من يعمل لاثارة النزعات القبيلة والثارات كما سردت دور للقوى السياسية في مواجهة ظاهرة الثار بالتوعية المستمرة والبعد عن استغلال مواطن الخلاف وتوجيه اعلام هذه الفئات بما من شأنه ارساء دعائم السلام وتحديد مواقف تجاه دعاة الثارات واجراء مكاشفة ومناصحة دورية تجاه السلطة المحلية.
وفي ختام الندوه تم استعراض مقترح ميثاق شرف قبلي يتضمن الدعوة إلى مصالحة شاملة تشترك فيها كل المكونات القبيلة والسياسية وغيرها وتوحيد الصف نحو جعل العام 2020 عام التحرير المحافظة واعتبار اي اعمال تتعارض مع التحرير عدائية وتبني خطاب اعلامي متوازن وتجنب اثارة النعرات وانشاء صندوق محلي لمعالجة اضرار الثأر .
وقد اثريت الندوة بكثير من المداخلات التي دعت لتظافر الجهود والوقوف الجاد امام هذه الظاهرة التي انهكت المجتمع وغيبت المحافظة ووقفت حائلا دون تنمية وتطوير الجوف لعقود من الزمن .
وقدمت في الندوة مقترح تشكيل لجنة لمتابعة مخرجات الندوة واستمرار التوعية بكافة اشكالها لمواجهة ظاهرة الثأر المدمرة.