المواقع الاثرية

مملكة كمنه

مملكة كمنه

مملكة كمنهو أو (كمنة) هي إحدى الإمارات والممالك الصغيرة اليمنية القديمة. كانت تتبع مملكة سبأ ثم مملكة معين ثم عادت مرة أخرى لسبأ.

تقع آثار مملكة كمنة حاليا، على الضفة اليسرى من وادي مذاب بالقرب من ملتقاء بوادي الخارد على مسافة 7 كيلو مترات من الحزم بمحافظة الجوف، وخرائبها أو بقية آثارها المشاهدة اليوم توحي بإنها كانت مدينة كبيرة لها سور عظيم يرتفع عشرة أمتار لحمايتها وحماية سكانها من أي عدو. وكانت مهمة الأسوار حماية  المدينة وتأجيل سقوطها حتى يأتي التعزيز من حليفهم أو ملكهم أو مدن أخرى تابعه لهم.

كانت أغلب المدن اليمنية القديمة لها سور عظيم وآخر هذه المدن صنعاء القديمة وشبام حضرموت حيث تم تشييد سورهم على النمط اليمني القديم يتكون من عدة أبواب إضافة إلى الباب الرئيسي وقد كانت هذه المدينة في القرن السابع والثامن قبل الميلاد مدينة عظيمة ولها سور عظيم ولها باب رئيسي كبير جداً وعدة أبواب أخرى. أما مساكنها فقد شيدت من الطوب الغير محرق وهذا النوع من الأحجار صلب ويمكنه البقاء لسنوات طويلة. وبهذا تم تشييد هذه المدينة من هذا الحجر.

تاريخ مملكة كمنة

يعتقد بعض المؤرخين أنها كانت في بعض الفترات مملكة مستقلة لكن الأغلب يقول بإنها كانت تابعة لسبأ والبعض يقول معين وقد ذكرت لها عدة نقوش تعود للقرن التاسع والثامن قبل الميلاد واستمرت حتى القرن السابع قبل الميلاد وهو ما جعل المؤرخين يقولون بتبعيتها لسبأ نظرا لتحالفها معها ضد مملكة معين في محافظة الجوف.

ومن ملوك مملكة “كمنه” “كمنهو”، الملك “نبط علي”، وقد ورد اسمه في بعض الكتابات. وورد في كتابة يظن إنها من كتابات “كمنهو” مكسورة سقطت منها كلمات في الأول وفي الآخر، جاء فيها: وبمساعدة عثتر حجر “هجر” و”نبط علي”. والمقصود ب “عثتر حجر” “هجر” الصنم عثتر سيد موضع يقال له “حجر” “هجر”، وربما كان في هذا المكان معبد لعبادة هذا الصنم. وجاء قبل ذلك: “نبعل دللن” “نبعل الدلل”، وهذه الجملة ترد لأول مرة في الكتابات، ويظهر إن معناها “بعل الدلل” أو “الدليل”، ويظهر إن “الدلل” أو “الدليل” من الصفات التي أطلقها شعب “كمنه” “كمنهو” على عثتره.

وكان ل “نبط علي” ولد أصبح ملك “كمنه” “كمنهو” بعد والده، هو: “السمع نبط”. وقد وصلت إلينا كتابة، جاء فيها: “السمع نبط بن نبط علي ملك كمنهو وشعبهو كمنهو لالمقه ومريبو ولسبا”، أي “السمع نبط بن نبط على ملك كمنه وشعبه شعب كمنه، لألمقه ومأرب ولسبأ”. وهذه العبارة تظهر بجلاء إن مملكة “كمنو” “كمنهو” كانت مستقلة في هذا الزمن استقلالاّ صورياً، وإنها كانت في الحقيقة تابعة كومة “سبأ” ولمأرب العاصمة يدل على ذلك قربها إلى “المقه”، وهو صنم السبئيين ولمأرب العاصمة، أي لملوكها ولشعب سبأ. وكان من عادة الشعوب القديمة إنها إذا ذكرت اصنام غيرها فمجدتها وتقربت أليها، عنت بذلك اعترافها بسيادة الشعب الذي يتعبد لتلك الاصنام عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى