اخبارمكتب التربية والتعليم

مكتب التربية والتعليم بالجوف …. تحديات خلفتها دحر المليشيات وانجازات ملموسة

في محافظة غيبها التهميش كثيراً , وانهكتها الحرب مؤخراً ، وفي أحد أهم القطاعات الحيوية في المحافظة  وأكبرها ،  كان لزاماً تسليط الضوء على مكتب التربية والتعليم بمحافظة الجوف، وما قام به المكتب منذ دحر الانقلابيون من المحافظة.

الجوف المحافظة التي تعمدت السلطات المتلاحقة  استثناءها من البنية التحتية وبما فيها قطاع التعليم  يظهر ذلك من خلال عدد المدارس البالغة 419 مدرسة فقط  في المحافظة  تحتضن 41722 طالب وطالبة ، وبعد أن كان المكتب خطى خطوات ثابتة نحو تطوير العملية التعليمية  خصوصا منذ ثورة الشباب والتي تربع فيها المكتب المركز الأول على مستوى مكاتب الجمهورية في العام 2014م بتصنيف الوزارة لمستوى الالتزام بضوابط العملية التعليمية الا أن اجتياح المليشيات الحوثية للمحافظة ، واستباحتها للمنشآت التعليمية  اعادة المكتب إلى نقطة البداية  وهذا ما شكل تحديات كبيرة عند استئناف الدراسة عقب تحرير المحافظة.

آثار الحرب

حاربت مليشيات الحوثي التعليم أينما حلت ، فحولت مدارس المحافظة إلى ثكنات عسكرية ، وتركت وراءها 33 مدرسة مدمرة  ما بين دمار كلي  ودمار جزئي مما اضطر مكتب التربية للبحث عن أماكن بديلة للمدارس المدمرة فنُقلت بعضها لبيوت سكنية واستمر العمل بالمدراس المدمرة جزئياً  حتى لا يحرم الطلاب من الدراسة لوقت أطول بعد أن حرموا  لسنتين .

وبادر مكتب التربية  ممثل بالدكتور محمد صالح محسن بترتيب واعادة فتح المدارس أمام الطلاب وحل ما يمكن حله من الآثار التي خلفتها الحرب  بما يخص الكادر التربوي والمنهج المدرسي  وتذليل العقبات لإعادة الحياة إلى العملية التعليمة ، باعتبار التعليم القلب النابض للحياة فإذا توقفت أصبح المجتمع جسد بلا روح .

عجز الكادر الربوي

كان تدشين العمل التربوي في الجوف يمثل تحدي كبير في ظل أوضاع الحرب وعجز غالبية الكادر التربوي عن الوصول للمحافظة بفعل منع  مليشيات الحوثي والمخلوع لهم من دخول المحافظة ، وانعدام للمنهج الدراسي

.ويتحدث مدير عام مكتب التربية كيف تم تغطية العجز في المدرسين قائلاً ” تواصلنا مع القيادات العسكرية والأمنية وطرحنا انتداب مؤهلين من الجنود لتغطية العجز الموجود في المدارس فكانت الاستجابة طيبة  وبدانا بتوزيعهم على المدراس وفق الاحتياج  ”

تم التغلب على جزء من المشكلة  المتعلقة بعجز الكادر التربوي فنالت مديرية الحزم 40 منتدب من المؤهلين وحملة الشهادات الجامعية عملوا بجد وساهموا في تغطية المدارس كما كان التعاقد مع مدرسين مؤهلين اتجاه آخر خطى فيه مكتب التربية بمدينة الحزم على قاعدة على خير يأتي  وفق ما تحدث به الاستاذ مفرج الوبس مدير مكتب التربية بالحزم .

ويواصل ” الوبس ” حديثه ” شكل توافد النازحين على مدينة الحزم عبء اضافي حيث بلغ عدد الطلاب النازحين 1300 طالب وطالبة و نظراً لقلة عدد المدارس الموجودة في المدينة وعجز في الفصول الدراسية بالمدارس القائمة مما شكل ضغط كبير على المدارس واضطر بعضها للعمل بنظام الفترتين صباحية ومسائية بالمقابل نقص في المعلمين ومع ذلك تم استيعاب جميع النازحين مع وجود بعض القصور الخارج عن ارادتنا”

المعوقات كثيرة والاصرارعلى تذليلها كبير ايضا ما جعل العملية التعليمية تتحسن من يوم لآخر ،فالكل هنا يعمل بروح متفانية مستنفرين بشكل دائم لخدمة التعليم بدءاً بالمحافظ اللواء أمين العكيمي مروراً بمكتب التربية ممثل بمدير عامه الدكتور محمد صالح محسن والسلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني  ما يعكس وعياً غير مسبوق في هذه المحافظة الناهضة بوتيرة عالية .

أول محافظة تكرم المعلم

محافظة الجوف هي الأولى من بين المحافظات التي احتفلت بذكرى عيد المعلم واختارت كوكبة من المعلمين لتكريمهم ، أضف إلى ذلك أنها ـ أي محافظة الجوف ـ ممثلة بمكتب التربية فيها هي المحافظة الوحيدة التي احتفلت بعيد المعلم في السنة الماضية 2016م .

فقد كان 20 من أبريل هذا العام على موعد مع المعلم تحت شعار ..

ما أشرقت في الكون أي حضارة … الا وكانت من ضياء معلم

حيث أقام  مكتب التربية والتعليم بالمحافظة بالتعاون مع مؤسسة المعلم للتنمية احتفال  حضرته قيادات سياسية وعسكرية  وممثلي منظمات المجتمع المدني وتم تكريم 30 معلم ومعلمة من مختلف مدارس ومديريات المحافظة

وهذا يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه مكتب التربية للمعلم ومعه مؤسسة المعلم الرائدة في العمل التربوي ، فهو ثالث حفل ترعاه المؤسسة وبهذا يبذل مكتب التربية ومؤسسة المعلم جهود تستحق الاكبار والاجلال والمساندة  .

مشاريع تطوير الأداء التربوي

تعتبر استراتيجية التعليم العام في محافظة الجوف موجهات تنطلق من خلالها تطوير التعليم العام في المحافظة وتحسين الاداء التربوي  من خلال ما تقدمه الاستراتيجية من رؤية واضحة لإيجاد بيئة تعليمية متطورة.

رغم أن البداية كانت في العام 2014م على أن تكون الاستراتيجية ما بين  2015 إلى 2020م لكنها تأجلت وفق ما تحدث به  مدير عام مكتب التربية  حيث قال “حالت الحرب دون السير في الاستراتيجية وظل المشروع هدف لنا وما أن استقر الوضع نسبياً حتى عدنا لنواصل المشروع وتم اعداد مسودة وتغير الفترة الزمنية  من استراتيجية التعليم العام في محافظة الجوف 2017 / 2021م .

وبدأت استراتيجية التعليم العام على ثلاث مراحل المرحلة الأولى تمثل في أخذ  البيانات والاحصاءات من المصادر المعنية منها مكتب التربية ومنظمة اليونسف  تلتها مرحلة جمع المعلومات وترتيبها وتنسيقها لتأتي مرحلة دمج البيانات والمعلومات في تقرير عام شخص وضع التعليم العام في الجوف .

وهنا يستعرض  الاستاذ صالح جماله المدير التنفيذي لمؤسسة المعلم مراحل اعداد الاستراتيجية ”  إن مرحلة جمع البيانات والمعلومات سبقها مرحلة تشكيل فريق عمل من الاستشاريين ومختصين من الإدارات التربوية المعنية وعضوية من المنظمات العاملة  في مجال التعليم”   كان مهمة هذا الفريق اعداد مشروع استراتيجية التعليم العام في محافظ الجوف 2017/2021م  لتأتي ورشة العمل التي اقيمت مطلع شهر ابريل  بمثابة حفل اشهار للاستراتيجية وورشة عمل بنفس الوقت كخطوة أولى عملية في اتجاه المضي في الاستراتيجية.

بناء أربعة مكاتب جديدة

ونظراً لصغر مبنى مكتب التربية بالمحافظة لدرجة تزاحم أربع ادارات في مكتب واحد، قام المكتب بناء أربعة مكاتب للتخفيف من ضغط العمل في المكاتب الحالية وتهيئة بيئة عمل أفضل للإدارات للقيام بمهامها ولايزال الدكتور محمد صالح محسن يطالب السلطة المحلية ببناء مكتب تربية وفق المواصفات التي تفرضها مهام المكتب لا سيما والمبنى الحالي معد كمدرسة ولذلك يفتقر لأبسط المقومات التي تهيئه كمكتب تربية للمحافظة .

تنظيم واعداد اختبارات تاسع

بثقة كبيرة يتحدث الدكتور محمد صالح محسن عن خوض تجربة الاعداد والتنظيم لاختبارات الشهادة الاساسية (تاسع )  والنجاح الذي رافق خطوات الاعداد للامتحانات فقال “فرضت الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد على الوزارة تغيير آلية اختبار الشهادة الاساسية ( تاسع ) فحولت الأمر لمكاتب المحافظات على أن يكون للمكاتب الخيار في تنظيمها أو أن ترك الأمر للمديريات وللمديريات نفس الخيار وصولاً إلى المدارس وبهذا يتحول من اختبار وزاري إلى نقل ويفقد الاختبار أهميته وتصبح المرحلة الاساسية بكاملها أقل اعتبار في نظر الطالب”

وكان خيار اعداد الاختبارات موحدة للمحافظة نابع من استشعار المسؤولية والحرص على العملية التعليمية وبذلك بدأت الترتيب للاختبارات ، بدأً بفحص الوثائق المقدمة من الطلاب مروراً بتشكيل اللجنة الفرعية للاختبارات برئاسية الدكتور محمد صالح مدير عام المكتب  وتشكيل لجنة النظام والمراقبة ولجنة المطبعة السرية تحت أشراف الجنة الفرعية للاختبارات ولكل لجنة لوائح تنظم سير عملها ومعايير تضبط مهامها، بحيث تتكامل اللجان الأربع فتبدأ لجنة الفحص بعمل وثائق المتقدمين للاختبارات واستبعاد من لم تكتمل وثائقه ثم تأتي لجنة النظام والمراقبة لتجهيز أرقام الجلوس والجوانب الفنية الخاصة بتجهيز الاختبارات هذه الأعمال جعل من المكتب نموذج لوزارة التربية والتعليم ما يكسبه خبرة ويرتقي بمستوى الأداء العام لدى المكتب والكادر التربوي الذي خاض هذه التجربة إلى ان وصل العمل لتدشين الاختبارات في يوم الأحد 7 / مايو 2017م بنجاح ملموس في ضبط الترتيبات كافة المتعلقة بإجراء الامتحانات ويستمر عمل المكتب في تصحيح دفاتر الاجابة بأرقام سرية ومصححين مؤهلين وادخال الدرجات في كشوفات لتنزيلها في استمارات الشهادة الاساسية .

ترميم المدارس المتضررة

بذلت السلطة المحلية بالمحافظة ومكتب التربية جهود كبيرة في البحث عن تمويل لترميم المدارس المدمرة من آثار الحرب ،حتى أعتمد مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية اعادة بناء وترميم عدد 17 عشر مدرسة ما يعد انجاز كبير كان للمحافظ اللواء أمين العكيمي الدور الكبير في التواصل والتنسيق مع مركز الملك سلمان منذ وقت مبكر حتى تم اعتماد الترميم وشكلت لجنة مهندسين للنزول  لتقييم الأضرار كل مدرسة على حدة بناء على طلب المركز  وهذا سينعكس على العملية التعليمية بكل تأكيد فتأهيل 17 ليس بالعدد السهل إذا ما عرفنا أنها ستتيح لمئات الطلاب الدراسة في بيئة مناسبة العام القادم بإذن الله .

يبقى التحدي كبيراً أمام التربية والتعليم في محافظة الجوف للارتقاء بالعملية التعليمية في ظل هذه الظروف الاستثنائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى