أنشطة وفعالياتالسلايدر

غياب الخدمات وزيادة المعاناة..مواطنون في الجوف يروون تجربتهم الرمضانيةبين عهدي الشرعية والانقلاب

الموقع الرسمي _ الثورة نت

بين رمضان مضى ورمضان أتى ، يعيش سكان مدينة الحزم عهدين مختلفين لحكم جمهوري وحكم كهنوتي، أطل مؤخراً ليعيد سنوات الغياب التي عاشوها لعقود، عندما كانت تصنف الجوف واحدة من محافظات محور الشر إلى جانب مأرب وشبوة، قبل أن تتحول هذه المحافظات خلال خمس سنوات من حكم الشرعية إلى نموذج للدولة.
رمضان جديد حمل معه هذا العام كل معاني البؤس التي كانت قد توارت عن سكان الحزم، وأنهى كل ماكان قد حضر خلال سنوات الشرعية الخمس، وعادت مدينة الحزم مجددا لتعيش ليالي رمضانية مظلمة، ونهارات تشكو شمسها الحارقة التي كانت تخفف الكهرباء من وطأتها على الصائمين.
وفق مواطنين تحدثوا لـ”الثورة نت” فقد غاب النشاط الخيري الذي كان يشارك الفقراء فرحتهم برمضان، وتراجع ذلك الحراك التجاري الذي بدأت تشهده مدينة الحزم، وأصبح موظفو الدولة الذين كانوا يتقاضون مرتباتهم قبل سقوط الحزم يعيشون رمضاناً قاسياً في ظل ارتفاع أسعار السلع وغياب للخدمات وعلى رأسها الغاز الكهرباء والغاز المنزلي والخدمات الصحية.


حديث محزن
تقول ناشطة من مدينة الحزم يحتفظ “الثورة نت” بإسمها إن الحديث عن الفرق بين رمضان السابق ورمضان هذا العام محزن ،فبعد أن كانت المدينة تعج بالسكان الذين كانوا يتواجدون فيها من مختلف محافظات الجمهورية أصبحت الحزم مدينة أشباح خالية ، الا من شاصات المليشيا، وصارت أحيائها فاضية ولم يعد يسكنها سوى القليل من أهل المحافظة الأصليين.
وتضيف: “كانت المحافظة خلال رمضان الماضي تعج بالأمسيات الرمضانية التوعوية، والأطفال يحيون شوارعها بالألعاب التراثية، وكانت السلطة المحلية تلتقي المواطنين وتناقش أوضاع جميع مديريات المحافظة، لكن حاليا غاب كل شيء، ولم نعد نشاهد سوى مشرفي ومسلحي الحوثي”.
تشير الناشطة إلى أن أبرز صور المعاناة التي عادت مجدداً إلى مدينة الحزم هي انطفاء الكهرباء، وانعدام الغاز الذي يباع في السوق السوداء بسعر يصل إلى 8 آلاف ريال، بعد أن كان يباع بسعر 2700 ريال، مادفع كثير من الأسر للعودة للحطب والكارتون لطهي طعامهم.
وتؤكد أن المواطنين أصبحوا يعانون من صيام مرهق بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانطفاء المكيفات، في ظل غياب تام لأي جهد لإنهاء معاناة المواطنين.
وتضيف: “كانت المتاجر والشوارع والمحال والمطاعم بمدينة الحزم في رمضان الماضي شغالة بشكل كبير، وتمثل مصدر دخل محترم لأصحابها وبسطات الخضروات ومسالخ الدجاج تتواجد في كل حارة، وفي عهد المليشيا الحوثية حدث فرق شاسع وكبير واختلف الوضع تماماً وبنسبة ٨٠% لم يعد من ذلك شيء”.


الحراك التجاري
ومن أبرز مظاهر تأثير سقوط الحزم على المواطنين في رمضان هذا العام غياب الحراك التجاري الذي شهد انتعاشاً كبيراً خلال السنوات الماضية.
ويتحدث أحد التجار الذين يحتفظ بإسمه “الثورة نت” عن أنه وفضلا عن غياب الحراك التجاري بسبب توقف رواتب الموظفين، ونزوح معظم سكان المدينة، فقد نفذت مليشيا الحوثي حملات جباية إلزامية لدعم مايسمى الكورونا، والجبهات، والتبرع لمن تسميهم المجاهدين، والشهداء، وفرضت على التجار دفع الزكاة لهم.
وأضاف: “باختصار احنا نعيش ظلمات بعضها فوق بعض، وأصبح المواطن يتندم على أيام الشرعية الفاسدة، شرعية فاسدة تحكمك ولا حوثي يمزك .. كان الشرعية تدي لنا الكهرباء مجان، ولا تطلب مننا تبرعات للكورونا ولا للمجاهدين، ولا يفرضوا علينا نخزن للمشرفين ونستضيفهم بالقوة على الفطور، وندي لهم خبز وسحور للجبهات”.
ووفق تاجر آخر يحتفظ “الثورة نت” باسمه فإن أسواق مدينة الحزم في رمضان الماضي كانت تكتظ بالمتسوقين، لكنها اليوم باتت شبه خالية، وبالكاد يصل دخله اليومي إلى 60 ألف ريال بعد أن كان يصل إلى أكثر من 500 ألف ريال.
وأضاف: “الحزم التي كانت قد بدأت تزدهر بالتنمية والعمران والبنيه التحتية والمشاريع وازدحام الشوارع والتنافس الإستثماري، تعيش حاليا العكس تماما، توقفت المشاريع وتوقفت والكهرباء، والأسواق فاضية والتجار غلقوا محلاتهم ونزحوا، وغابت المنظمات واختفى التكافل الاجتماعي”.

ظروف قاسية
أما المواطن أكرم الصرط فيؤكد أن مليشيا الحوثي حولت الكهرباء في مدينة الحزم إلى حلم بعد أن كانت تضاء طوال اليوم، وبات السكان يعانون ظروف معيشية قاسية بسبب غياب المنظمات الخيرية خلال هذا العام، وتحول معظم العاملين في المتاجر إلى بطالة، وتوقف مشاريع التنمية التي كانت تعطي حراكا تنمويا كبيرا في المدينة.
وأكد الصرط لـ”الثورة نت” أن المواطن في مدينة الحزم أدرك الفرق بين المليشيا وبين الدولة، وبات اليوم يحلم بتحرير المدينة في أقرب وقت ممكن، خصوصا بعد أن كانت السلطة المحلية خلال السنوات الماضية قد استطاعت توفير الخدمات التي كانت تفتقر لها الحزم وعلى رأسها الكهرباء والخدمات الصحية والتعليمية.
ودعا الصرط في ختام حديثه المواطنين في المحافظات المحررة إلى العمل بكل ما في وسعهم على الحفاظ على الدولة مهما كان فسادها، ومهما كان سوؤها، فلن تكون أسوأ من مليشيا الحوثي، وهذا لايعني السكوت عن الفساد، وإنما نقده والعمل على إصلاحه، لأن المليشيا هي الفساد الذي لايقابله فساد في الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى