كتابات

الجوف لن تحتضر أو تموت

عبدالهادي العصار

الجوف لن تحتضر أو تموت حتى وأن تكالب عليها الاعداء ،،

ولن تتراجع إلى الخلف أبدا، هي تنتظر وتتحين الفرصة وتنتظر ساعة الصفر ولن تبقي بين جنباتها غاز أو عابث أو طامع…

بإذن الله ثم بقوة وبحنكة ابناء الجوف ستكون (محرقتهم) في القريب ،

وسيتمنى ذلك العابث البغيض لو أن يداه لم تمس امنها واستقرارها،

وسيتمنى ذلك الغازي الجبان لو قدماه لم تطأ تربتها وجبالها وسهولها،

وسيدرك الكل أن الجوف في صمتها براكين ونار، وفي ثورتها أعاصير تقتلع كل شيء وتجتث كل شيء..

مثلما اعتادت الجوف أن تصنع النصر, ويصنع رجالها وأبطالها الأمجاد،

بإذن الله ستظل كذلك ولن تنحني يوما أو تنكسر أو تخضع أو تستكين, مهما بلغت بها المعاناة, ومهما أشتدت بها الخطوب, ومهما كثرت بها المنايا.. لن ترضخ يوما أو تسقط في وحل التبعية ومستنقع العبودية ، ولن تصبح بلا إرادة أو هوية أو كرامة،

ولن يقبل أفذاذها وأقيالها أن يعبث بها حاقد او غازِ أوطامع ،،

فمن اعتادت أن تنجب الأبطال وتدفع بهم إلى ساحات النزال لن تقف مكتوفة اليدين أو مسلوبة الإرادة دون أن تحرك ساكن أو تشق صمت الفوضى .

الجوف الجغرافيا والإنسان يجسدان روح وكيان وتاريخ هذه المحافظة, وكلاهما كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعض، وكالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى،

ومحال أن يترك أحدهما الآخر، أو ينسلخ أحدهم عن الآخر،

ففي كليهم حكاية البطولة التي خطتها الطبيعة وجسدها الإنسان في ميادين الشرف والبطولة في الدفاع عن الأرض والعرض والكرامة والذود عن الإنسان بتضحيات سطرها التاريخ المعاصر والقديم على مر الزمان، ولن تندثر أو تضمحل مهما حاول المبطلون تزييف الحقائق وتغيير تاريخ البشرية، فمن يصنع التاريخ لن تنساه الأمم،

والجوف خلّد أهلها تاريخ تليد عريق لا ينكره أحد..

الجوف تلك الحكاية العفوية الأصيلة التي كان يحكيها لن اباؤنا وأمهاتنا عن تاريخ حضارة الجوف )سرت( بين ثنايا العالم بشجاعة وحنكة وبساطة اهلها وبتواضعهم وسلاستهم في التعامل، وبأخلاقهم الرفيعة ودماثتهم وحسن سجاياهم،

ذلك الخليط من الشهامة والرجولة في ميادين الإباء والشرف والإنسانية المطلقة التي قلما تجد مثلها في فنون التعامل مع الغير ليتفرد الإنسان( الجوفي)عن غيره بتلك المزايا والصفات التي أكتسبها من الطبيعة المعطاءة والإنسانية التي نشرت القيم والأخلاق فيما بين الأمم..

هي الأسطورة التي جسد رجالها وأبطالها على مر التاريخ أروع الملاحم البطولية والأدوار الرجولية منذ القدم وحتى اللحظة في أنصع وأزهى صورها وأروعها،دون خوف أو وجل أو تضعضع أو تخاذل،

لم تثنهم النكسات والأزمات والمشاكل والمنايا والرزايا التي عاشتها المحافظة على ايدي اولئك الفاسدون، وأعدائها من تاريخ وقاموس وجغرافيا البطولة والرجولة،،

لا لشيء ولكن لذلك الحقد الذي يسكن حناياهم تجاه هذه المحافظة وتجاه أهلها الاحرار الامجاد الذين ما من ميدان أو ساحة نزال إلا وهم حاضرون فيها بدمائهم وأرواحهم يحملون أكفانهم على أكفهم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى